%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9 - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


الرياضة والمجتمع
ياسر خاطر (نادي الحرية) - 10\12\2008
أربع جوانب رئيسة في مرحلة الشباب، ينبغي الإلتفات إليها وتفعيلها حتى يستثمرها الشباب الاستثمار السليم. وهذه الجوانب هي:
أولاً- منطقة الشباب منطقةً زاخرةٌ بالكفاءات والطاقات، وهذه الكفاءات والطاقات بحاجة إلى من يُلفتوا نظر الشباب إليها ويُساعدهم على إظهارها وتفجيرها وتنميتها.
ثانياً- يمتلك الشباب طاقة فائضة ووقتاً فارغاً، وإذا لم تُستغل هذه الطاقة وهذا الوقت الفارغ فقد يُصرف في غير الطريق السليم.
ثالثاً- هناك تيارات فكرية وأخرى سلوكية منحرفة تسعى لاستقطاب الشباب من أجل أن تجرفهم في طوفانها الهادر، وبدون توجيه الشباب وإرشادهم قد يقعوا في فخ هذه التيارات المنحرفة.
رابعاً- الشباب ضيوفٌ جدد في هذه الحياة تنقصهم الخبرة ولذا فهم بحاجة إلى أن يُفسح لهم المجال من أجل اكتساب الخبرة.
وهنا اتساءل: (هل يُمكن أن تُحقق هذه الأمور من خلال التوجيه العام في المدارس فقط؟ وهل التوجيه الفردي الذي يقوم به بعض العوائل أو المرشدين يكفي لتحقيق هذه الأمور؟).
وهنا اقول: (مع أهمية هذه الأمور وضرورة وجودها ولكنها لا تكفي لتحقيق الأهداف المطلوبة). (إن تحقيق الأهداف بحاجة إلى مؤسسات وأطر اجتماعية تضم الشباب ويتفاعل الشباب معها فتُفعّل طاقاتهم وتُفجّر كفاءاتهم من خلالها).
أن المجتمعات البشرية تعج بأنواع الأنشطة الشبابية، كل مجتمع حسب الظروف المتاحة فيه، فهناك الاتحادات الطلابية التي تضم طلاب الجامعة، وهناك الأحزاب والتنظيمات السياسية والاجتماعية والبيئية؛ وهناك الأندية الرياضية).
وهنا اريد التركيز حول الأندية الرياضية في عدة نقاط، وهي: (إنها تُحقق الكثير من المطالب:
1- النادي هو كيان اجتماعي ينتمي إليه الشباب، والشباب بحاجة إلى إطار ينتمي إليه ويتغنى به.
2- النادي مكان يجتمع فيه الشباب، وهم بذلك يبتعدون عن الشارع والضياع.
3- النادي يكسب الشباب الخبرة، والتأهيل في العلاقات.
4- من خلال تحقيق شعار الأندية وهو: رياضي، ثقافي، اجتماعي؛ وبالتالي فإن النادي بإمكانه أن يُفجّر طاقات الشباب المختلفة.
5- أصبح النادي واجهة حضارية واجتماعية.

وهنا أؤكد على ضرورة تفاعل المجتمع مع الأندية الرياضية مستنكراً النظرة السلبية التي يتصورها المجتمع عن الأندية الرياضية وخصوصاً الأوساط الدينية، وأقول: (إن هذه الصورة غير صحية وذلك لعدة أسباب:
أولاً- ممارسة الرياضة ليست عيباً، بل هي تحظى بتشجيعٍ كبير في النصوص الشرعية ومن ذلك الحديث الوارد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال: (علموا أولادكم السباحة والرماية). إضافةً لذلك هناك باب كامل في الفقه اسمه (السبق والرماية) يوضح فيه الفقهاء المسائل المتعلقة بهذا الجانب، كما أن السيرة النبوية حافلةً بما يثبت أهمية الرياضة وضرورتها.
ثانياً- الرياضة في الوقت الحاضر أصبحت ضرورة ماسة خصوصاً من حالة الراحة والترف التي يعيشها المجتمع، وإذا ما أضيف لذلك طبيعة الغذاء غير الصحي، فإن الرياضة تلعب دوراً هاماً في صحة جسم الإنسان.
ثالثاً- إذا كان هناك انطباع سيء على سلوك بعض الشباب المنتمين للأندية الرياضية فهذا يجعل على عاتق الجهات الدينية والعناصر الصالحة واجباً تجاه الأندية من أجل إصلاح ما يُمكن إصلاحه من سلوك الشباب).
ونحن كأندية رياضية ثقافية اجتماعية بالجولان السوري المحتل ندعو الشباب الصالحين إلى الانخراط في الأندية الرياضية من أجل بث التوجيهات السليمة للشباب ومن أجل الأخذ بأيديهم إلى الطريق السليم.
كذلك نؤكد الى ضرورة تفاعل المجتمع مع الأندية الرياضية ودعمها مادياً ومعنوياً، كما ندعو أعضاء الأندية الرياضية إلى خلق علاقة طيبة مع المجتمع من أجل توضيح دورهم وأهدافهم حتى يتعرف المجتمع على أنشطتهم عن قرب ويكون التفاعل جيداً.
وفي الختام نؤكد على ضرورة أن يكون للصيف القادم برامجه المتعددة التي تستقطب الشباب، كما نأكد على ضرورة استغلال الأندية الرياضية في هذا الجانب المهم.